الأربعاء، 23 أبريل 2014

وانا أترك عمان ..

                                       

                           وانا أترك عمان ..                                    

وانا أترك بلدا غريبة تستحق ان تدخل موسوعة جينس بالتفرد ..
بلد تحول الناس فيها الى أخوة الشياطين ..
لا أحد يحب الاخر ..
ولا أحد يهتم من قريب او بعيد ..
بل والأكثر من ذلك ، لا أحد يحب الخير لأحد آخر حتى وان أخيه أو أبيه أو إبنه ..
في عمان تجد البشر وقد تحولوا الى كائنات هلامية لا تشعر بشيء سوى الجوع .. فلا حب .. ولا رحمة ..
كائنات تجتر الأيام دون ان تتذوق لها طعما .. فلا صوت لموسيقى ولا ضحكة تخرج من القلب ..
في عمان لا يوجد جمال في أي شيء ...
لايوجد جمال في الأشجار الباسقة والشديدة الخضرة ..
فما فائدة الأشجار ان لم تشتم أنفاسها وتلاحظ دموعها تتكون ندى على وريقاتها المرتعشة بردا وخوفا ..
عمان بلدا لا جمال في روحها وكأنها قد شوهت فتحول قبحها تدريجيا الى غضب ..
ثلاثة سنوات مرت علي هناك وانا أقاوم ان تتمكن عمان من سرقة روحي والالقاء بها في محرقة الأرواح ..
ونجحت .. وهربت بروحي الى قاهرة المعز ..
اسمحوا لي الان يا أصدقائي ان أفتح شرايني بل أفتح كل مساماتي لأتنشق عبير مصر فأشفي بذلك روحي مما أصابها هناك .. في البلد التي يفترض جدلا بأنها بلدي ..
اسمحوا لي ان أشعر الدفء ثانية في عيون الاصدقاء الأوفياء الذين تركتهم ورائي دون ان أدري انني انما أترك خلفي قلوبا تحبني دون غرض ودون شروط

حييت يا قاهرة المعز .. وحيي أهلك الطيبين ...

نشرت بمجلة بقلمها
1/9/2012

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق