الأحد، 27 أبريل 2014

(( آسـفـة ... لـن أعتـذر ))


(( آسـفـة ... لـن أعتـذر ))


عاتبني بعض اصدقائي القراء لتناولي موضوع (غشاء البكارة ) في مقالي السابق فقد تعودوا مني تلك النفحات الرومانسية التي تخطفهم لبضعة دقائق من واقع صلب جامد و تسبح بأرواحهم في عوالم شفافة عبقة يفوح من ثناياها عبق الحب الذي هو هبة الخالق التي لا تنضب لقلوبنا ..هو تلك النفحة الربانية التي تسمو بنا وترفعنا درجات عن سوانا من المخلوقات .. فنحن حين نحب تورق من حولنا الاشجار وسط البنيان وتعلو اصوات العصافير فوق ابواق السيارات .. تزهر ايامنا وتضاء ليالينا .. والابدع اننا نستطيع ان نسمع دقات قلوبنا بوضوح .. وعني فأنا في حالة حب مستمرة متصلة لذا أتهم بالرومانسية واضحك لهذا الاتهام الذي اعتبره وساما على صدر آدميتي
فالرومانسية يراها البعض ميزة بينما يراها البعض الاخر عيبا اما انا فاعتبرها اسلوبا في معايشة الحياة ,, او فلنقل فلسفة خاصة في الحياة .. لذا أؤمن ان لافرق بينها وبين الفلسفة فما من فيلسوف الا وكان انسانا حالما .. مرهفا  يتحسس الحياة بحذر كمن يلامس انامل طفل وليد  .. انطلاقا من هذا الحس الرومانسي الفلسفة او الفلسفي الرومانسية شدتني حكاية الفتاة التي حدثتكم عنها في مقالي السالف الذكر فقد هالني ان تعامل اسمى المشاعر بهذة المادية الفجة وان يوضع الحب في هذا الميزان الحسي وهو الذي ستبنى عليه اركان اسرة جديدة تبدأ بالعروسين وتنتهي بعدد من الاولاد والاحفاد..
آلمني ان ننسى زرع بذور الحب في نفوس ابناءنا وبناتنا فبه تقوم الحياة .. اني اجزم لو ان الفتاة احبت والديها ووثقت بهما واحترمتهما فلن تأتي بما قد يؤذيهما.. كما اجزم ان الفتى الذي تعلم الحب مع الحبو لن يتمكن من ايذاء أي انثى لانها ستذكره حتما بالانثى التي ارضعته المشاعر النقية النبيلة فأنشأته رجلا مفعما بالحب والرحمة .. لكننا نفتقد للحب وفاقد الشيء لا يعطيه لذا نربي اولادنا على عدم الشعور بالامان لان حبنا لهم هو الامان وهو منبع ثقتهم بانفسهم ومن ثم بالاخرين فالانسان الواثق من نفسه يسير  في النور لا في الظلام ولا يأتي بالتالي بأي تصرف طائش ماجن .. لو احببنا اولانا بصدق فلن يخشوا من مكاشفتنا بما يتعرضوا له من مواقف او ما يجتاحهم  من مشاعروبذلك ننقذهم من انفسهم واهوائها كما نقيهم غدرات الزمن والبشر
ولذلك انا آسفة .. لن اعتذر لقرائي عن مشاعري وعن تفاعلي ازاء تهميش دور الحب في حياتنا حتى اوشكنا  ان نصبح سلعا تباع وتشترى كالفتيات اللواتي تفحص عذريتهن قبل الزواج لاحب يحيط بنا ولا رحمة تغلف علاقاتنا بعضنا ببعض ..

نشرت بمجلة (خبرني)
3/6/2009



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق