أعشق شيخوخة مصر

أعشق شيخوخة مصر

لطالما عشقت مصر ..

عشقت ناسها وشوارعها .. ووجهها العجوز الطيب ..

عشقت شيخوختها كما نعشق شيخوخة أمهاتنا .. بكل الترهات والحماقات التي تبدر منهن ..

أحببت مصر عجوزا بمبانيها وزنقاتها القديمة التي تفوح منها رائحة عطن لذيذة ..

أحببت أشجارها الضخمة الحزينة التي تتحدث عن أيام عظيمة ولت وغابت بين أغصانها المتشابكة ..

أحببتها عجوزا كما أحببتها شابة فتية ..

شابة عصرية ومتفتحة ومنطلقة بأنوثتها المتفجرة ..

شابة تندمج مع كل الثقافات وتتفهم كل الاتجاهات الفكرية ..

شابة مرحة تمثل وتغني وترقص فتبهر العالم ..

تكتب فيقرأ لها العالم ...

تخترع فيصفق لها العالم ...

أحببتها بصوت عفاف راضي وهي تغني قبل طابور الصباح في مدرستي الابتدائية أغنيتها الشهيرة ( ردوا السلام )

اليوم حين أمر من أمام مدرسة القومية بمصر الجديدة ، أراها وقد شاخت تماما كما شاخت أمي .. فأحبها أكثر .. وأشعر بطيبتها أكثر ..

ربي .. إحمي أمي وأرحم شيخوختها ..

واحمي مصر .. وأرحم شيخوختها وشبابها ..

اللهم آمين ...

نشرت بمجلة بقلمها 
5/10/2012