الأحد، 27 أبريل 2014

عذرا .. انكم تغتالون أمهاتنا ..!!


عذرا .. انكم تغتالون أمهاتنا ..!!

قبل عدة أشهر صدر قانون إيجارات للمالكين والمستأجرين ونفذ بصرامة وحزم ، هذا القانون رفع إيجارات المساكن القديمة بشكل غير إنساني وغير منطقي ، فللمرة الاولى في تاريخ القوانين في العالم يتم تطبيق قانون بأثر رجعي ، بمعنى ان يدفع المستأجر زيادة إيجارية عن سنوات سابقة (وصلت لأكثر من ثلاثين سنة) ، وكأنه كان يسكن طيلة هذة الفترة رغما عن أنف المالك ، أو كأنه كان مغتصبا للعين المؤجرة
فبعد ان كان المستأجر يدفع خمسين دينارا مثلا بدل أجرة مسكنه، فجأة وبدون مقدمات إرتفع إيجار مسكنه الى مئتين دينار أو أكثر ، وبهذا فإن واضعوا القانون يتناسون أويستهبلون ، إذ ان الخمسين دينارا قبل ثلاثين عاما كانت تناهز الثلاثمائة دينارا اليوم وحين إستؤجرت العين بخمسين دينارا على سبيل المثال ، كانت هذة هي القيمة الفعلية لها ، لذلك فليس من العدل بشيء ان ترتفع اليوم قيمتها الايجارية
ولو كان المقصود بالزيادة هو مجاراة الاسعار الحالية و الانتباه الى اختلاف القيمة الشرائية للدينار وانه يجب اعطاء المالكين مردودا معقولا لممتلاكاتهم على اعتبار انهم فقراء ومساكين ويعتمدون على هذة الايجارات لسد رمقهم ، فإن في الوجهة المقابلة لمحنتهم محنة عجائز ومتقاعدين يعيشون وفق مبلغ محدود كل شهر يغطي حاجاتهم الرئيسية من أكل وعلاج وكساء وفواتير وإيجار وخلافه ..
بمعنى ان المتقاعد السبعيني أو الثمانيني الذي يحصل على ثلاثمائة دينار مثلا ويدفع منهم خمسين دينارا ايجار مسكنه بحيث يتبقى له مئتين وخمسين دينارا للأكل والعلاج وغيره ،أصبح بين ليلة وضحاها يدفع مئتين دينار لمالك العقار الذي ربما اشترى العقار أيامها ببضعة الاف و استعاد مادفعه عبر كل هذة السنوات مئة مرة ، وعلى العجوز ان يعيش بالمئة المتبقية وله الخيار ان يأكل زلط او لايأكل فهذا شأنه ، بتعبير آخر (يروح الله لايرده)
اليوم لم تكتفي قوانين المالكين والمستأجرين بذلك فقررت ان العجوز يجب ان (يطخ كخيل الحكومة) ، فبصراحة دمه تقل على قلوب المستنفعين ، لذلك قرروا اصدار قانون جزافي ثاني ( وفي غضون اقل من عام ) ، ينص على حق المالك برفع دعوى ضد المستأجر لرفع الايجار ثانية
المحاكم تعج الان بالعجائز ، فهذا القانون يستهدف امهاتنا و آبائنا ، ما المقصود بهذا القانون ؟ كيف سيدفع هؤلاء العجائز ايجار مساكنهم ؟ وان أخلوها فأين سيذهبون ؟
فإما ان المقصود هواخلاء البيوت من سكانها لتتسع للوافدين الى بلدنا من الدول المنكوبة ، وهذا بالطبع لصالح فئة معينة ومعروفة تماما ، أو ان ذوينا قد أصبحوا (اكسبيرديت) أو منتهى الصلاحية وعلينا ان نطخهم كخيل الحكومة ؟
وعلى رأي المثل .. الغني بيزيد غناه .. والفقير الله معاه ..
 مع فارق بسيط اضافته القوانين الجديدة على المثل الشعبي بحيث أصبح :ـــ
الغني بيزيد غناه .. والفقير بالبارود أرديناه ..  

نشرت بالمدينة نيوز

بتاريخ : 1/4/2012
www.almadenahnews.com  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق