الأحد، 27 أبريل 2014

جرائم ضد الشرف


جرائم ضد الشرف 

سجلت مؤخرا المنطقة العربية وتحديدا الاردن رقما قياسيا في عدد جرائم الشرف ، والتي يرتكبها عادة الآباء أو الأخوة في حق فتيات العائلة ، وقد سميت بجرائم الشرف لأنها مرتبطة بشكل مباشر بشك الجاني بالسلوك الأخلاقي للمجني عليها ، والذي يدفعه في كثير من الأحيان لإرتكاب هذة النوعية من الجرائم  
ورغم ان الجريمة شيء بشع مهما كانت اسبابها ودوافعها ، الا ان هذا النوع من الجرائم يكون ابشع مما يتخيل المرء ، خاصة ان كان ضد ضحية بريئة لم تقترف ذنبا ، والانثى في بعض مجتمعاتنا مذنبة لكونها انثى لا اكثر ، فبدون ان تفعل اي فاحشة او خطأ تكون في نظر المجتمع مذنبة ، لا لشيء ولكن لانها خلقت وهي موصومة بتاء التأنيث
مشكلتنا كعرب مؤلمة حقا ، والمؤلم بها رجعية وتخلف بعض العقول المريضة التي تعتبر الفتاة وصمة عار في جبين الاسرة ومن ثم فإن التخلص منها يعد شرفا لا عيبا ، وكأننا مازلنا نعيش في عصر الجاهلية الذي كانت توئد به الفتاة فور ولادتها ، لكننا هنا نوئدها وهي في شرخ الشباب لمجرد وجود ظن او شك لا اساس له من الصحة في سلوكها
قد تتفوق الفتاة وتبدع في كثير من المجالات لو اعطيت الفرصة واتيحت لها الاجواء المناسبة للابداع ، فالمرأة ليست عورة ، المرأة هي الام والاخت والحبيبة ، المرأة هي نصف المجتمع وبدونها سيقفز المجتمع على ساق واحدة
لماذا اذن نشل تفكير فتياتنا ونحجمهن تحجيما ظالما ؟ لماذا لا نمنحهن الثقة التي يستحقونها ، فنحن الذين ربينا ، ونحن الذين علمناهن الفضيلة والالتزام والشرف ، الا نثق بما زرعنا في هذة النفوس البريئة ؟ أظن ان ازمة الثقة هذة ليست ازمة ثقة بالفتاة ، بل انها ازمة ثقة بالنفس ، ودعونا لا ننسى ان الكبت يولد الانفجار

نشرت في مجلة بقلمها
بتاريخ : 1/1/2011


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق